الهدف المنشود - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


الهدف المنشود
وليد رضا - 31\12\2008
لا أدري إن كانت هذه الكلمات ستزعج أحداً، وليس بالضرورة أن تفعل، إلا إذا كان هذا المنزعج غير قابل للتطور الفكري والحوار الحر. لا يفكر القارئ أنني محامي دفاع عن الرؤساء العرب، بالعكس، أنا مثلكم أكره أفعالهم وعدم قدرتهم على التواصل مع الشعب الذي يحكمونه، ولكن لنسأل أنفسنا سؤالا لا بد أن يطرح ليناقش بطريقة مسؤولة وفكرية عميقة: إن كان احدنا هو الرئيس أو الزعيم أو الحاكم، غير مهم، فماذا كان ليفعل؟
وهنا كلّ يحاول الإجابة بصدق على الأقل مع نفسه.. أنا من جهتي سوف أحاول كتابته بصدق أيضا لتقرؤه وقابل للنقاش والنقد إن شئتم، بشرط كتابه الأسماء الحقيقية لمن يريد النقد.
في هذا العالم الزعماء كثيرون ولكن (غاندي) لم ولن يتكرر، ولن اكون مهما حاولت، ومدينة إفلاطون واحدة ولن يقدر احد حتى بالتعاون مع الآلهة أن يبني، وبالطبع لن أحاول لعدم الجدوى من المحاولة بسبب الزمان والمكان الغير مناسبين.
أحلامي كما كلكم كبيرة وكثيرة على الصعيد الشخصي وقبل أي شيء أنا ومن حولي وهكذا دواليك إلى المواطن
العادي.
هذا لا يبرر أبدا عدم اهتمامي بالدولة كجهاز متكامل وبالمواطن كبرغي أساسي في هذا الجهاز.
وماذا إذا كان هذا الجهاز بما ضمنه المواطن غير قابل للتغيير لأن عمره قد هرم؟
الديمقراطية والدكتاتورية وجهان لعملة واحدة، فالأولى هي دكتاتورية الأكثرية، فماذا مع حقوق الأقلية؟ والثانية هي ديمقراطية الأقلية وهنا تكمن الخطورة كما في الأنظمة العربية.
وهنا أقف عاجزا أمام خيارين لا ثالث لهما: أو التنحي والرجوع إلى المواطنة العادية، وهي عدة مستويات على الصعيدين الفكري والمادي، أو التمسك بلعنة هذا الكرسي وضرب مصالح وآراء الشعب بعرض الحائط، كما يفعل الرؤساء العرب. فلنقل أنني تنحيت، ماذا يضمن لي ولكم أن من يأتي بعدي هو قدّوس؟
على الأغلب، إن لم يكن أكيدا، أنه ملعون أكثر مني بهذه اللعنة وإلا فما وصل إليها، ويا ويلي وويلكم من ظلمات هذه الفترة. ولنقل أنني تمسكت بهذه اللعنة فيا ويلي أكثر من السنة هذا الشعب الذي لو شغل فكره كما يشغل لسانه بنصف عدد الساعات يوميا لسبقنا الغرب بمائة سنة ضوئية على الأقل.
إن العلم والعمل قادران على تحقيق المستحيل فكفا شجبا وإبداء قلق واستنكار واعتصام ومظاهرات وتنديد، ولنقتدي بشعب دولتي ألمانيا واليابان - فرض عليهما الحصار العسكري بعد الحرب العالمية لثانية، ونتعلم ماذا فعل هذا الشعب وما هو عليه اليوم. وأخيرا وبكل حبي واحترامي للقارئ الكريم، لا أنا قادر على الوصول إلى هذا الكرسي ولا أنت أيضا، فعلى الأقل لنهتم بأولادنا ومدارسهم فهم أولى بالدعم والإصلاح، ونحاول الرقي عبر هذه الأجيال بمجتمعنا إلى أسمى درجات العلم والمعرفة والتربية الصالحة، عن طريق البدء بالنفس والمنزل والحارة والبلدة وهكذا حتى الدولة. حياتنا قصيرة جداً فهذه الأرض ستبلعنا مثلما بلعت الملايين من العظماء والفقراء أيضا، فلماذا الاقتتال والكره والعيش بالضغوطات المستمرة؟
الوصول إلى الإنسانية المنشودة هو الهدف الذي يجب أن يكون لكل إنسان على هذه الأرض، لأنه بدون الإنسان لا شيء ذي قيمة، والإنسان هو القيمة العليا على هذه البسيطة.
وبالنهاية:

الأوطان منها حدود وحكومة عطن  
  ولا يابسة عليها ألف واحد قطن
بدك وطن مارد وفا وعز وثبات  
  دوّر على الإنسان بتلاقي وطن